تعد الأنشطة التجارية والمالية أمرًا حيويًا وليس رفاهية بالنسبة للاقتصاد وسوق المال والأعمال، حيث تساهم هذه الأنشطة في تحفيز عجلة الإنتاج، وزيادة معدلات التوظيف والنمو الاقتصادي.
وتقوم الأنشطة التجارية والاقتصادية بشكل عام على فكرة العرض والطلب على الخدمات والسلع المقدمة للجمهور حيث تسعى كل المؤسسات والشركات لتحقيق أرباح قياسية تفوق المصروفات.
ولذلك تقوم الشركات في نهاية كل دورة مالية، بتقييم مدى نجاح أنشطتها من خلال إعداد التقارير الختامية.
وتسعى هذه التقارير لتحديد وتقييم نمو أرباح وخسائر الشركة، وهو ما يساهم في تحديد مدى توسع الشركة وأنشطتها في المستقبل من عدمه.
ومن أهم الحسابات الختامية للشركات حساب الأرباح والخسائر، وهو ما سيتم شرحه بشكل مفصل في هذا المقال.
تعريف حساب الأرباح والخسائر
هو أحد أنواع الحسابات الختامية التي تقوم الشركة بإعدادها في دفتر الأستاذ العام، وهو عبارة عن بيان مالي أو بيان للدخل، حيث يقوم بتحديد جميع الأرباح والمصروفات التابعة للشركة، خلال فترة مالية محددة، وذلك لتقييم الأداء المالي للشركة.
فإذا تخطت نسبة الأرباح المصروفات، يكون الناتج صافي الربح، أما إذا تخطت نسبة المصروفات الأرباح خلال نفس الفترة المحددة، يكون الناتج صافي الخسارة.
وبشكل عام يمكن تلخيص حساب الأرباح والخسائر على أنه الفرق بين الأرباح والمصروفات الذي ينتج عنه صافي الربح أو الخسارة، ويمكن إعداد هذا الحساب خلال ربع السنة المالية، أو بنهاية السنة المالية.
فوائد حساب الأرباح والخسائر
معرفة الأنشطة والقطاعات التي تم إنفاق الكثير من المال عليها وتلك التي على العكس لم يتم إنفاق الكثير عليها، وبالتالي توفير حلول لترشيد الإنفاق.
تحديد إمكانية التوسع في أنشطة الشركة من عدمه، وتوفير مصادر للتمويل والاستثمار.
يساعد المستثمرين على تقييم الأداء المالي للمؤسسات والشركات، والتي يمكن الاستثمار فيها مستقبلًا.
يسهل من عملية تقديم الإقرار الضريبي وتسديد الضرائب.
بنود وعناصر حساب الأرباح والخسائر
عادة لا يختلف حساب الأرباح والخسائر في المؤسسات والشركات التجارية والمالية عن المؤسسات الصناعية أو غيرها من المؤسسات الربحية.
ولذلك فلابد من توافر جميع البنود والعناصر اللازمة في هذا الحساب لضمان دقة النتائج.
وفيما يلي أهم بنود وعناصر حساب الأرباح والخسائر
الجانب المدين
المصروفات العامة: مثل الأجور والرواتب، التعويضات، بدلات السفر، بجانب الضرائب والغرامات، بالإضافة للمصروفات العامة مثل فاتورة الكهرباء والمياه وغيرها من رسوم الخدمات.
المصروفات المالية: وتشمل فوائد الإقراض والاقتراض، الرسوم المصرفية، الفوائد المدينة، الخسائر الناتجة عن الفروقات في أسعار الصرف والعملات، وجميع المصروفات والنفقات التي يتم دفعها في سبيل الحصول على تمويل للأنشطة والمشروعات.
مصروفات البيع والتوزيع: وهي التي يتم دفعها من أجل بيع المنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركة أو المؤسسة مثل نفقات التسويق، عمولات للوكلاء، مصروفات النقل والتوزيع، أجور وحوافز لموظفي البيع والتسويق، ومصروفات تأجير أو شراء العقارات، والمخازن ومراكز البيع.
إهلاك الأصول الثابتة: حيث يتم توزيع تكلفة الأصل الثابت، والذي يستخدم في عملية الإنتاج عبر سنوات استخدامه.
بعض الخسائر الناتجة عن بيع الأصول، أو وجود عجز في التدفقات النقدية أو السيولة أو الخسائر الناتجة عن المخاطر المالية.
فائدة رأس المال.
رصيد دائن مثل نصيب الشركاء من الأرباح.
وهناك بعض الخسائر بسبب تلف بعض البضائع، أو وجود أعطال في عملية الإنتاج.
صافي الخسائر.
الجانب الدائن
تضم جميع الأرباح والإيرادات الناتجة عن جميع أنشطة الشركة.
فوائد بنكية دائنة.
مكاسب بيع الأصول الثابتة.
بعض الأرباح الناتجة عن تغير سعر وقيمة العملة الأجنبية.
إيرادات الاستثمارات.
صافي الأرباح.
فوائد المسحوبات، وهي المبالغ التي يسحبها الشركاء خلال الفترة المالية، وقد تقلل من حقوقهم في قيمة رأس المال.
الفرق بين حساب الأرباح والخسائر وحساب المتاجرة
تنقسم الحسابات الختامية أو حسابات النتيجة، والتي تحدد نتيجة أنشطة الشركة أو المؤسسة، لحساب الأرباح والخسائر وحساب المتاجرة.
ويعبر حساب المتاجرة عن عملية بيع أو شراء المنتجات أو الخدمات التي تروج لها الشركات، ويقوم هذا الحساب بمقارنة صافي أرباح المبيعات التي حقتتها الشركة، بتكلفة هذه المبيعات خلال الفترة المالية.
وبعد المقارنة نصل للنتيجة النهائية أو المجمل، وهذا المجمل قد يكون ربح أو خسارة، ومن هنا ننتقل للمرحلة التالية، وهي حساب الأرباح والخسائر.
ففي حساب الأرباح والخسائر، يتم تحديد الأرباح والخسائر المتعلقة بنشاط الشركة، فيما عدا مجمل الربح والخسارة التي تم استنتاجه من حساب المتاجرة.
ويتم تدوين نتيجة حساب المتاجرة في حساب الأرباح والخسائر، أما حساب الأرباح والخسائر فيتم تدوينه في حساب رأس المال، ثم يبين في الميزانية.
الفرق بين حساب الأرباح والخسائر وقائمة الدخل
يعد حساب الأرباح والخسائر أحد مكونات قائمة الدخل، وقائمة الدخل هي عبارة عن عرض فقط للمعلومات والبيانات المالية المستخرجة من حساب المتاجرة وحساب الأرباح والخسائر، ولا تتم بها أي عمليات حسابية.
وتتكون قائمة الدخل من 4 عناصر وهما: الإيرادات، المصروفات، الخسائر، والأرباح.
أما حساب الأرباح والخسائر يتم من خلاله العديد من العمليات الحسابية لمعرفة الأرباح والخسائر، وهو يعطي نتائج رقمية بشكل واضح.
حساب الأرباح والخسائر والميزانية
يستخدم حساب الأرباح والخسائر لتحليل الميزانيات، فهو أحد العناصر التي تؤثر على بعض التغيرات التي قد تطرأ علي ميزانية العمومية خلال كل سنة مالية.
ويتم إعداد حساب الأرباح والخسائر قبل صدور بيان الميزانية العمومية، حيث لا يمكن إعداد هذه الميزانية للدورة المحاسبية أو السنة المالية الجديدة دون تحديد حسابات الأرباح والخسائر.
حساب الأرباح والخسائر في شجرة الحسابات أو الدليل المحاسبي
والدليل المحاسبي هو عبارة عن فهرس يشمل جميع العمليات المحاسبية التي تقوم بها الشركة سواء كانت تجارية أو صناعية أو اقتصادية، ويحتوي أيضًا على جميع أرقام وأسماء الحسابات التي يتألف منها النظام المحاسبي.
وتنقسم الحسابات في الدليل المحاسبي لقسمين:
- حسابات تخص الميزانية، وتحتوي على حسابات الأصول والخصوم وحقوق الملكية، وهي التي تعبر عن المركز المالي للشركة.
- حسابات الأرباح والمصروفات والإيرادات، وهي التي تعبر عن نتيجة أنشطة الشركة خلال فترة مالية محددة.
ويشمل الدليل المحاسبي عدة مستويات تضم حسابات رئيسية، تندرج منها حسابات فرعية، ثم حسابات أكثر تخصصًا.
ويتم تكويد كل مجموعة من الحسابات بواسطة الترميز الرقمي بأرقام متسلسلة، لتحديد العمليات المالية والمحاسبية التي قامت بها الشركة خلال كل دورة مالية محددة.
ما هو قيد إقفال الأرباح والخسائر
تقوم الشركات في نهاية كل سنة مالية أو فترة محاسبية بعمل التقارير المالية والقوائم المالية، وفي هذه الخطوة قد تقوم الشركات بإقفال بعض الحسابات، بحيث تصبح أرصدة بعض الحسابات مع بداية السنة المالية صفر.
ويتم وضع هذه الحسابات في حساب ملخص الدخل، وهو يشمل حساب للربح وحساب آخر للخسارة.
ويتم إقفال الحسابات الدائنة مثل الإيرادات والأرباح بتحويلها لحسابات مدينة، والحسابات المدينة مثل المصروفات والنفقات لحسابات دائنة.